كنوز|  «الحاجة فاطمة» أول مدفع إفطار في المحروسة

مدفع الإفطار
مدفع الإفطار

حكايات وحواديت متناقلة من جيل إلى جيل تدور حول «مدفع الإفطار»، العلامة المميزة لشهر رمضان الكريم، على صوته يفطر الصائمون وعلى صوته أيضا يمسكون عن الطعام والشراب، فما حكاية مدفع الإفطار فى رمضان ؟ ومن أول من استخدمه ؟ 

الحكايات كثيرة ولكن أقربها إلى الواقعية القصة التى ترجع فكرة مدفع الافطار إلى عهد السلطان المملوكى «خشقدم» الذى أراد أن يجرب مدفعا جديدا ألمانى الصنع كان قد تسلمه، فصادف وقت تجربته مع وقت غروب شمس أول يوم من رمضان عام 1467، فظن سكان المحروسة أن السلطان جلب المدفع الذى أطلق صوته لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرج الأهالى مع العلماء إلى مقر السلطان لتقديم الشكرعلى هذه البدعة الحسنة التى استحدثها، لكنهم لم يجدوه او لم يستطيعوا مقابلته، وخرجت لهم زوجته «الحاجة فاطمة» التى استمعت إليهم ووعدتهم بنقل رغبتهم إلى السلطان الذى استحسن الفكرة، وأطلق أهل المحروسة على المدفع اسم «الحاجة فاطمة»، وظل الاسم متداولا من جيل لجيل، وكان فى القاهرة 6 مدافع موزعة على 4 مواقع، اثنان منها فى القلعة، واثنان فى العباسية، ومدفع فى مصر الجديدة وآخر فى حلوان، تطلق جميعا طلقاتها فى توقيت واحد حتى يسمعها سكان كل هذه المناطق، وكانت هذه المدافع تخرج من مخازنها فى صباح أول يوم رمضان فى سيارات المطافئ لتأخذ أماكنها المعروفة، ويستقر المدفع الآن فى قلعة صلاح الدين، واستمر عمل المدفع بالذخيرة الحية حتى عام 1859، بعد ذلك توقف نتيجة الزحف العمرانى على المناطق المحيطة بالقلعة، وأصبحت تستخدم الذخيرة الصوتية التى تصدر صوتًا قويًا فقط دون أى انفجار حقيقى.

 ومع الوقت نصبت مدافع أخرى فى أماكن مختلفة من المحافظات المصرية، ويقوم على خدمة المدفع 4 من رجال الأمن الذين يُعِدُّون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك، ومن أهم الأصوات التى اعتادت عليها أذن الصائمين فى شهر رمضان الكريم صوت مدفع الإفطار عند مغيب الشمس عندما تجتمع العائلة استعدادًا لتناول طعام الإفطار وهم فى انتظار سماع الصيحة الشهيرة «مدفع الإفطار اضرب».